من يعذر إن لم أعذر أنا - معبره 136026814515


من يعذر إن لم أعذر أنا - معبره P_585ybakb1

ذهب أبو العاص إلى النبي عليه الصلاة و السلام وقال له: أريد أن أتزوج زينب ابنتك الكبرى فقال له النبي: لا أفعل حتى أستأذنها
فدخل النبي على زينب
و قال لها: ابن خالتك جاءني وقد ذكر اسمك فهل ترضينه زوجًا لك ؟
فاحمرّ وجهها وابتسمت فخرج النبي..
وتزوجت زينب أبا العاص وأنجبت منه (علي)و (أمامة)...
ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بُعِث النبي وأصبح نبيًّا
بينما كان أبو العاص مسافرًا وحين عاد وجد زوجته قد أسلمت فدخل عليها من سفره
فقالت له: عندي لك خبر عظيم.. فقام وتركها فاندهشت زينب وتبعته
وهي تقول: لقد بُعث أبي نبيًّا وأنا أسلمت
فقال: هلا أخبرتني أولاً؟
قالت له: ما كنت لأُكذِّب أبي وما كان أبي كذابًا ولست وحدي
لقد أسلمت أمي و إخوتي و ابن عمي (علي بن أبي طالب) و ابن عمتك (عثمان بن عفان) و صديقك (أبو بكر الصديق)
فقال: أما أنا لا أحب أن يقول النَّاس كفر بآبائه إرضاءً لزوجته وما أباك بمتهم
ثم قال لها: فهلا عذرت وقدّرت؟ فقالت: ومن يعذر إنْ لم أعذر أنا؟
ولكن أنا زوجتك أعينك على الحق حتى تقدر عليه ووفت بكلمتها له 20 سنة!! وظلت بمكة إلى أنْ حدثت غزوة بدر وقرّر أبو العاص أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش
وكانت زينب تخاف هذه اللحظة فتبكي وتقول: اللهم إنّي أخشى من يوم تشرق شمسه فيُيَتَّم ولدي أو أفقد أبي
ويخرج أبو العاص ويشارك في غزوة بدر وتنتهي المعركة بأسره!
وتسأل زينب: ماذا فعل أبي؟
فقيل لها: انتصر المسلمون فتسجد شكرًا لله
ثم سألت: وماذا فعل زوجي؟
فقالوا:أسره النبى..
فقالت: أرسل في فداء زوجي.. ولم يكن لديها شيئًا ثمينًا تفتدي
به زوجها.. فخلعت عقد أمها و أرسلته إلى الرسول
وحين رأى عقد السيدة خديجة سأل: هذا فداء من؟
قالوا: هذا فداء أبو العاص
فبكى النبي وقال: هذا عقد خديجة!
ثم نهض وقال: أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممناه صهرًا فهلا فككت أسره؟ وهلا قبلتم أنْ تردوا إليها عقدها ؟
فقالوا: نعم يا رسول الله
فأعطاه النبي العقد ثم قال له:
"قل لزينب لا تفرطي في عقد خديجة ثم قال له:يا أبا العاص إنّ الله أمرني أنْ أُفرِّقَ بين مسلمة وكافر، فهلا رددت إلى ابنتي؟
فقال : نعم
وخرجت زينب تستقبله على أبواب مكة فقال لها حين رآها:إنّي راحل
فقالت: إلى أين؟
قال: لست أنا الذي سيرتحل بل أنت سترحلين إلى أبيك
فقالت: لم؟ قال: للتفريق بيني وبينك فارجعي إلى أبيك
فقالت: فهل لك أن ترافقني وتُسْلِم؟
فقال: لا ..
فأخذت ولدها وابنتها وذهبت إلى المدينة وبدأ الخطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 سنوات وكانت ترفض على أمل أنْ يعود إليها زوجها
وبعد 6 سنوات كان أبو العاص قد خرج بقافلة من مكة إلى الشام وأثناء سيره يلتقي مجموعة من الصحابة فسأل على بيت زينب وطرق بابها قبيل آذان الفجر
فسألته حين رأته: أجئت مسلمًا ؟
قال: بل جئت هاربًا..
فقالت: فهل لك إلى أنْ تُسلم؟
فقال: لا
قالت: فلا تخف مرحبًا بابن الخالة مرحبًا بأبي علي وأمامة..
وبعد أن أمَّ النبي المسلمين في صلاة الفجر، إذا بصوت يأتي من آخر المسجد: قد أجَرْت أبا العاص فقال النبي: هل سمعتم ما سمعت؟
قالوا: نعم يارسول الله .
قالت زينب: يا رسول الله إنّ أبا العاص إن بعُد فابن الخالة وإنْ قرب فأبو
الولد وقد أجرته يا رسول الله
فوقف النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممته صهرًا وإنّ هذا الرجل حدثني فصدقني ووعدني فوفّى فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده فهذا أحب إلي وإنُ أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم ولا ألومكم عليه ..
فقال الناس: بل نعطه ماله يا رسول الله
فقال النبي: قد أجرنا من أجرت يا زينب ثم ذهب إليها عند بيتها وقال لها: يا زينب أكرمي مثواه فإنّه ابن خالتك وإنّه أبو العيال ولكن لا يقربنك، فإنّه لا يحل لك
فقالت: نعم يارسول الله
فدخلت وقالت له : يا أبا العاص أهان عليك فراقنا هل لك إلى أنْ تُسْلم وتبقى معنا
قال: لا.. وأخذ ماله وعاد إلى مكة وعند وصوله إلى مكة
وقف وقال: أيها الناس هذه أموالكم هل بقى لكم شيء؟
فقالوا: جزاك الله خيرًا وفيت أحسن الوفاء
قال: فإنّي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله :')
ثم دخل المدينة فجرًا وتوجه إلى النبي وقال: يا رسول الله أجرتني بالأمس واليوم جئت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ..
وقال:يا رسول الله هل تأذن لي أنْ أراجع زينب؟
فأخذه النبي وقال: تعال معي ووقف على بيت زينب وطرق الباب
وقال: يا زينب إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك فهل تقبلين؟
فاحمرّ وجهها وابتسمت
و بعد سنة من هذه الواقعة ماتت السيدة زينب رضي الله عنها فبكاها بكاء شديدًا حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه ويهون عليه!
فيقول له: والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب
ومات بعد سنة من موتها..
" و من يعذر إن لم أعذر أنا "

(منقول)